( .. الرؤى - عباد الله - لها أهميتُها الكبرى في التحليلات الجلية .. للرؤى الجنية !! --------------------------------------------------------------------------------يقول فضيلة الشيخ سعود الشريم خطيب وإمام الحرم المكى واقع الناس قبل الإسلام وبعد الإسلام، لكنها من خلال نظرات المتعلمين والمثقفين لها قد تتفاوت تفاوتاً كثيراً في اختلاف المرجعية من قبل كل طائفة، فقد أنكرها الفلاسفة، ونسبوا جميع الرؤى إلى الأخلاط التي في الجسد، فرأوا أنها هي التي تحدث انعكاسا مباشرا على نفس الرائي بقدر هيجان الأخلاط التي في جسده. ولبعض علماء النفس موقفٌ سلبي تجاه هذه الرؤى أيضاً، قاربوا فيه قيلَ الفلاسفة فجعلوها خليطا من الأمزجة والرواسب التي تكمُن في ذاكرة الإنسان فيهيّجها المنام، حتى قصروا أمرَها في قالب مادي بيولوجي صِرف كما زعموا.. ... الرؤيا المنامية الصالحة الصادقة إنما هي حق من عند الله، فمنها المبشِّرة ومنها المنذرة،. والتبشير هنا -عباد الله- يحتمل التبشير بالخير والتبشير بالشر كما قال الله تعالى عن الكفار: فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [آل عمران:21]. وهذه الرؤيا -عباد الله- هي التي قال عنها الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه: ((إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)) الحديث رواه البخاري ومسلم ...ومن هنا -عباد الله- فما كل ما يراه النائم يُعد من الرؤى التي لها معنى تفسَّر به؛ إذ إن ما يراه النائم في منامه يتنوّع إلا ثلاثة أنواع لا رابع لها، كماصح عند ابن ماجه في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه عن النبي قال : (( إن الرؤيا ثلاث : منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم ، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة )) .قال البغوي رحمه الله : " في هذا الحديث بيان أنه ليس كل ما يراه الإنسان في منامه يكون صحيحاً ويجوز تعبيره ، إنما الصحيح منها ما كان من الله عز وجل ، وما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها )) اهـ .فهذه هى أنواع الرؤي الثلاث والتى لارابع لها :النوع الأول : من الشيطان " القرين أوأعوانه من الشياطين " أو " جنى كافر " يقبع فى الجسد :فقد روى مسلم في صحيحه أن أعرابياً جاء إلى النبي فقال : يا رسول الله، رأيت في المنام كأن رأسي ضُرب فتدحرج فاشتددتُ على أثره ، فقال رسول الله للأعرابي : (( لا تحدث الناس بتلعّب الشيطان بك في منامك )) . ويستثنى من الناس المعالج الذى يباشر علاج المرضى لما فى هذه الرؤى من فوائد تضىء الجوانب المظلمة فى سير العملية العلاجية كما سنورد ذلك فيما بعد ، وهى رؤيا فيها إخبار عن شىء ولاتؤول .النوع الثانى : رؤيا من النفس :وهى نتاج مايحدث للنفس فى اليقظة من تقلبات وترسبات جيدة وغير جيدة وهذا النوع لايؤول .النوع الثالث : رؤيا من الرحمن :لما روى مالك في الموطأ وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله قال : (( ذهبت النبوة وبقيت المبشرات )) ، قيل : وما المبشرات ؟ قال : (( الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له )) وأصل هذا الحديث في البخاري .وقد يندرج تحتها مايريه الجنى المسلم للشخص فى منامه من معلومات فيها جلب مصلحة أو دفع مضرة لقدرة الجنى الصالح على ذلك كما سيتقدم بيانه .والآن نشرع فى بيان كيفية التفريق بين كل نوع بما أثبتته التجربة والخبرة وتبادل المعلومات بين الإنس والجن ، فنقول وبالله التوفيق :1) ماكان من الشيطان أو الجنى الكافر :يصحبه ـ قد تجتمع الأعراض وقد تتفرق ـ والله أعلم :• ثقل فى الرأس عند الاستيقاظ .• ضيق فى الصدر اثناء الحلم وبعد الاستيقاظ .• فزع .• استيقاظ مفاجىء ومحاولة هروب سريعة بفتح نور الغرفة مثلاً . • أنين أو بكاء أو هذيان بكلام مفهوم وغير مفهوم .• عدم القدرة على الحركة أثناء الحلم .• كسل وخمول أو ألم فى عضومعين من الجسد .• خوف وقلق وارتباك بعد انتهاء الحلم .• نسيان لأحداث الحلم أو اختلاط أحداثه .2 ) ماكان من النفس :• الثقل والصداع بها نادراً .• الضيق والانشراح بحسب الحلم .• الخوف والقلق والارتباك بحسب الحلم .• أنين أو بكاء أو هذيان بكلام مفهوم وغير مفهوم .• لاتنسى ـ غالباً ـ وتفاصيلها عادة غير واضحة .• لاشعور فيها بقشعريرة ولابرودة أو حرارة أثناء الحلم .3 ) ماكان من الرحمن :ويندرج تحتها مايوصله للشخص الجنى المسلم كما أسلفنا :• يستيقظ الشخص بعدها سليم الصدر منشرح .• مثل هذه الرؤى ترفع الهمة وتزيد النشاط وتبعث الخشوع .• رغم مافيها من إنذار بشر ـ أحياناً ـ إلا أن الشخص يتقبلها بصدر رحب .• يشعر ببرودة أو قشعريرة حسنة تسرى فى جسده فور انتهاء الحلم .• لاينساها الشخص وقد تبقى راسخة فى ذهنه سنين طويلة .ماتقدم من تفريق كان على أساس مايحدث للشخص من تغيرات طارئة على بدنه وجسده .ونأتى لنفرق بين هذه الرؤى فيما بين الجن أنفسهم من جنى مسلم أو كافر أو قرين فنقول سائلين الله السداد :1 ) تنقسم أجساد الناس ـ غير المصابين ـ من حيث إمكانية الاتصال بعالم الجن من عدمه إلى :• أجساد شديدة الشفافية :وهى التى تتمكن من رؤية الجن وسماعهم والإحساس بهم و تقبل معلومات منهم عن طريق الأحلام والرؤى بسهولة وهذا يكون فى الأشخاص الممسوسين أو المسحورين والأطفال حتى السن السابعة تقريباً ، وكذلك القليل النادر من الأشخاص البالغين ، حيث أن شفافية الشخص تنقص لكما تقدم فى العمر ، وينفرد الأنبياء والرسل بإمكانية رؤية الجن وكذلك الملائكة على صورهم الحقيقية التى خلقهم الله عليها .• أجساد متوسطة الشفافية : وهى ترى تارة ولاترى أخرى وتسمع تارة ولاتسمع أخرى وقد ترى ولاتسمع أو تسمع ولاترى ، وهذا يكون فى أوقات دون أوقات ، وتحتاج لوقت طويل كى تتمكن من الرؤية والسماع بوضوح ، وهذا يكون فى من كان مصاب ثم شفى ـ بفضل الله ـ أو الصبيان مافوق سن الطفولة وحتى سن البلوغ أو بعض الأشخاص البالغين .• أجساد معتمة :وهى لاترى الجن ولاتسمعهم والوصول إليهم ـ من قبل الجن ـ عبر الرؤى والإحلام أمر شاق ومجهد بالنسبة للجن ، حيث يكلف الجنى طاقة كبيرة جداً ـ قد ـ تودى بحياته ، وتمكن هؤلاء من الرؤيا يحتاج لوقت طويل ومجهود شاق من قبل الجنى الحريص على أن يراه الإنسى إلا إذا أصيب صاحب الجسد المعتم هذا بسحر أو مس فإن الأمر هنا يختلف .ماتقدم كان تقسيماً للأجساد العادية الخالية من أى مس أو سحر ، إما إن كان الشخص مسحوراً أو ممسوساً فلايخضع للتقسيم السابق ، بل يمكنه رؤية الجن وسماعهم وتلقى المعلومات عبر المنام من الجن مؤمنهم وكافرهم خارج الجسد كان أم داخله ويكون بذلك فى عداد التقسيم الأول ، فإذا شفى انتقل للتقسيم الثانى .2 ) طبيعة الأحلام والرؤى الجنية :القرين :يستطيع أن يريك رؤيا بالأعراض السابقة تقريباً ، ولكن القرين لاياتيك بحلم بين النوم واليقظة ، بعد يكون بعد الاستغراق فى النوم .القرين قد يشوش على حلم الجنى المسلم والكافر ويربك السيناريو الموضوع للحلم سواء كان الحلم بجنى من الخارج أو من الداخل ، ولايستطيع التشويش على ماكان رؤيا من الرحمن والله أعلم . الجنى داخل الجسد :يريك رؤيا بعد الاستغراق فى النوم دون النظر إلى طبيعة جسدك لأنه داخل الجسد ، والمشكلة التى يعانيها هو ( القرين ) .من هنا نرى سذاجة ماذهب إليه بعض الرقاة إلى أن القرين هو من يستقبل الجنى ويتعاون معه ، هذا الكلام ليس على إطلاقه بل أحياناً يكون القرين عوناً للشخص على الجنى لاحباً فيه ولكن لفضح هذا الجنى والله أعلم .الرؤى التى يراها المصاب أكثر ماتكون من القرين الذى يحاول فضح الجنى لإخراجه من الجسد ، فاعلم ـ وفقك الله ـ أنه لايوجد جنى يفضح نفسه ابداً ، بل يحاولون التستر وراء كل ماهو ساتر .الجنى خارج الجسد : يريك رؤيا بين حلم ويقظة إذا كانت شفافية جسمك قريبة إلى المعتمة ، حيث بداية النوم لدى الشخص هو مرحلة انتقال لشفافية جسده من جسد ذا كتلة بسبب الروح إلى جسد أقل كتلة وكثافة بسبب توفى الأنفس حين نومها .وماكان بين حلم ويقظة يأذن لشفافية جسدك أن ترى الجنى فى غير الحلم .أما إذا كانت شفافية جسدك عالية قيستطيع ايصال الرؤيا حتى فى النوم العميق على التفصيل السابق والله أعلم .ويندرج تحت هذا النوع مايسمى بــ ( الجاثوم ) الذى يحدث عادة بين حلم ويقظة .لعل فيما تقدم فائدة ترجى والله أعلم بحال عباده منا